Thursday, March 20, 2008

رييل باد آراربس – العرب الشريرون جدا

لمن لا يعرف، رييل باد آربس هو كتاب لجاك شاهين عن دور السينما في هوليوود في وضع صورة بشعة للعرب خلال تاريخها. إلا ان هذه الصورة تغيرت منذ بداية صناعة السينما وحتى اليوم. ففي المعنى التقليدي صورة العربي في السينما الأمريكية هي أنه رجل جاهل ومتوحش وخشن ذو بطن كبيرة ولحية سوداء كثة ويلبس ملابس لم يعد أحد يلبسها منذ عصر الخلفاء الراشدين (لم يبلغهم أحد أن ملابس العرب فيها موضة أيضا!) ويسكن في خيمة في القاهرة (ولا كأنها مدينة عامرة منذ عصر عمرو بن العاص) التي تقع في صحراء (حيث في نظرهم النيل لا فائدة منه، لا يوجد مزارع في مصر) ويؤمن بالخرافات الفرعونية (كأن الخرافات المحلية غير كافية عليهم أن يخترعوا خرافات جديدة) بالرغم من انهم لا يعرفون شيئا عنها (طبعا المصريين لم يلاحظوا الأهرام في الجيزة، عندهم قصر نظر!) ولديه خمسمئة حرمة في الخيمة وبالرغم من ذلك يسرع بإختطاف الشقراء الغبية التي ترافق البطل منقب الآثار والتي لا تتوقف عن الصراخ طوال الفلم.

اليوم، أصبحت الصورة مختلفة إلا أن ذلك لا يعني أنها أصبحت أفضل. فمثلما تطورت الأمور في القرن الوحد والعشرين في تقريبا كل شئ وأصبح لدينا الآن الاستعمار الجديد والامبريالية الحديثة والرأسمالية المتأخرة وما بعد الحداثة وفوق البنفسجية وتحت الحمراء وبجانب محل بقالة أبو محمد وغيرها، تطورت أيضا صورة العربي في السينما الأمريكية. لذلك قررت أن أطلق اسما جديدا على هذه الحالة وأسميه العرب الشريرون جدا جدا – ريلي ريل باد آرابس تمشيا مع التسميات المابعدية .

فتحت الموضوع لأنني بالأمس شاهدت فيلما من هذه النوعية المابعد حداثية (في السينما طبعا، في الفكر الاستشراقي لازالت كما كانت قديمة قدم الحملات الصليبية). الفلم هو فانتج بوينت. يجب أن اعترف في البداية إن الفلم من الناحية الفنية جيد، إخراج رائع وقصة محبوكة (باستثناء الزمط الأمريكي في نهاية الفلم طبعا) وتمثيل درجة أولى وتصوير مغري والفلم بصورة عامة يجعلك تتابعه باهتمام من اللقطة الأولى وحتى الأخيرة.

فكرة الفلم هي أن هناك مؤتمر مهم لمحاربة الارهاب يُغتال فيه الرئيس الأمريكي. وهناك ثمانية اشخاص ليس بينهم علاقات قد شهدوا الاغتيال ويظل الفيلم يعيد نفسه ليري وجهة النظر الأخرى حتى ينتهي بوجهة نظر القاتل. لا داعي للذكر طبعا بأنه عربي مسلم! المهم، يبدأ الفلم بوجهة نظر رئيسة الفريق التلفزيوني الذي يغطي اللقاء الكائن في اسبانيا. الرئيسة تصر على تصوير كل شئ بسبع كامرات متحركة ولا تسمح للمراسلة أن تتحدث عن المظاهرات المعادية لأمريكا التي تقع خارج موقع اللقاء. يُسمع صوت المعلق الذي يقول أن هذا أهم لقاء قمة لإنهاء الحرب على الإرهاب ويلتقي فيه رؤساء العالم والعرب! إسمع الكلام اللي زي الزفت، تعبير "رؤساء العالم والعرب" يغرس في النفوس بصورة غير مباشرة أمران، أولا: العرب هم سبب الإرهاب فقط ولا يوجد ارهابيين غيرهم ولا حتى من بقية الدول المسلمة لذا تم التركيز على اسمهم هكذا، وثانيا: العرب غير العالم وليسو جزء منه لذا لزم أن يجمع بينهم؛ فمثلا لم يقولوا "رؤساء الغرب والعرب" أو "رؤساء العالم بما فيهم العرب". طيب، هاي بلعناها، وبعدين،

لن احدثكم عن تفاصيل الفلم حتى لا أخربه على من لم يشاهده بعد لأنه يستحق المشاهدة إذا ما كنت شخصا يصعب التأثير عليه، أما إذا كنت مراهقا أو شخص "كلمة توديه وكلمة تجيبه" فمن الأفضل أن تلتزم بمشاهدة توم وجيري، لذا سأتحدث عن بعض النواحي التي غاظتني ولكن لمن حز به الفضول يمكنه أن يقرأ عن الفلم هنا

الشئ الجديد هنا هي صورة العرب، فأول شئ ملفت أنهم ليس لهم لا لحى ولا شوارب، ويلبسون "بدي" فوقه قميص وهم "معضّلين" واذكياء ويجيدون استخدام كل التقنية الموجودة وغير الموجودة ومنظمين ومركزين على الهدف وعارفين شديسوون (يا ريت يا حسرة! لو كنّا هيك كان صار هذا حالنا؟) بصراحة حتى إني غرت من المغربي ذي الاسم الاسباني (ليش هية خلصت الاسماء العربية والبربرية؟ يلا، هاي هم نبلعها) لأن عنده سوبر موبايل يسوي كل شئ: ثري جي وفيديو كونفرنس وجي آي اس وريموت كنترول ولاب توب وما ناقص غير انه يقلي بيضتين ويودي الأولاد للمدرسة.

والعرب كانوا واصلين إلى درجة أنهم عرفوا كل الخطط التي خطط لها الامريكان قبل ان يخططوها (مرة ثانية، يا ريت يا حسرة) وبالرغم من هذه القدرات السوبرية (وهذا موديل جديد طبعا، إذا كان الشرير "سوبر شرير" والاميركان غلبوه فهذا يعنى انهم سوبر سوبر) لابد أن يقترفوا خطئين أو ثلاثة بمنتهى الغباء بحيث أن إبنة أخي ذات الست أعوام لا يمكن أن تقترفها مثل أن ينسوا تقييد الامريكي بعد اختطافه وثم يديرون وجوههم عنه حتى يعطوه فرصة كافية كي يمسك بحديدة ويضربهم بها – ابلع، ابلع، يعني احنا شطالع بيدنا حتى نقول لا.

ثم أن الهدف من هذه العملية كلها أسوأ من هذا، هدفهم منع السلام وكفى، لا يريدون خروج الأمريكان من الأراضي العربية، لا يريدون تحرير فلسطين، لا يريدون الديمقراطية أو الكرامة أو لقمة الخبز ولا حتى يريدون رمي اليهود في البحر... فقط يريدون الحرب! والرئيس الأمريكي طبعا شريف ويرفض أن يقصف معسكر الإرهابيين في المغرب، كأن الحكومات العربية لا تقوم بهذا العمل وأكثر من نفسها بدون الحاجة حتى إلى تعليمات من واشنطن.

أسوأ ما في الفلم طبعا أنه جيد وناجح، فلو كان فيلما من الدرجة العاشرة لما شاهده أحد وكان أصبح مجرد تكملة عدد في مجموع الأفلام المسيئة إلى العرب. يبدو إن المؤلف أراد أن يقول لنا "أنظروا، نحن لم نعد نصوركم كأغبياء متخلفين"، نحن نعرض الحقيقة. أنا أقول له: لا عمي، خلينا متخلفين وأغبياء أحسن. هذا الفلم حقا يطلق النار على العرب، يعني احنا ناقصين، أشو الرايح والجاي يطخ علينا لما صرنا منخل، والمصيبة إننا الآن زومبي، عايشين ميتين. يلا، نبلعها ونسكت لأن إذا ما بلعناها شو راح نسوي يعني؟

هل لديكم رأي، ماذا يمكن أن نعمل إذا لم نرد أن نبلع المهانة والذل؟ هذا طبعا غير المظاهرات وحرق الأعلام الأمريكية والإسرائيلية والسيارات التي يملكها إخواننا المواطنين والتي يحتاجونها للقمة العيش لأن هذا كله سويناه وما جابلنا غير البلا

14 comments:

جبهة التهييس الشعبية said...

هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
هههههههههههههههههههههه
هههههههههههههههههههههههه
طيب ما قلتليش اسم الفيلم
عشان اتفرج واضحك
:))
طبعا بعد النقد بتاعك ده ح اتفرج واضحك
لو كنت شفته قبل النقد على المدونة كان اتحرق دمي وكنت رميت نفسي من الشباك

انت عراقية؟
يااااااااا
انا باحب العراق قوي وانا متربية في العراق

باقول لك ايه انا ح اعمل اعلان لمدونتك عندي

فعلا مدونة حلوة قوي
مثقفة جدا وذكية ودمها خفيف

جبهة التهييس الشعبية said...

اه اه
انت كاتبه اسم الفيلم

alshared said...

الحقيقه أنا لسه ما شفتش الفيلم

بس بصراحه صوره العرب بشكل عام يتم تحسينها في وسائل الاعلام
علي سبيل المثال صورة العربي في الروايات الامريكيه بدات تتغير بشكل كبير جدا

كمان لو شفتي مسلسل لوست (lost)هاتلاقي العربي بشكل ما كويس جدا
وكويس دي نسبيه

عموما تحليلك في بداية المدونه تحليل رائع ومتميز بجد

والملاحظه الجميله رؤساء العالم والعرب تعليقك عليها رائع للغايه

تقبلي خالص تحياتي

محمود المصرى said...

بسم الله الرحمن الرحيم

تغير صورة العربى فى السينما الامريكية تغير حسب حاجة السياسة الامريكية , لكن هى فى النهاية محصورة داخل اطار منفر , لكن لماذا ننتظر ان يرسمنا الاخرون بالصورة المثالية الجميلة كما يرسمون اليهود او يرسموا انفسهم ؟
هذه حالة طبيعية متوقعة من عدو , انا اذكر مقال قرأته فى احد المجلات منذ زمن يحكى عن اعلان فى التليفزيون الصهيونى عن نوع من انواع الصابون , يأتون برجل عربى ويستخدم الصابون والسلوجان بتاع الاعلان يكون ( هذا النوع من الصابون ينظف حتى العربى القذر ) .
عموما لا يمكن ان نقنع الغرب والامريكان اننا ملائكة واننا رقيقى القلوب واننا مسالمين ونحن نفرح كلما جاءتنا انباء مقتل احد جنودهم او اى خسارة تلحق بهم , هم اعداؤنا ويجب ان نتعامل معهم من هذا المنطلق لأنهم لا يرونا الا بهذه العين .
تحياتى لحضرتك
وبعد اذن حضرتك بلاش موضوع ال word verification
مابحسش ان له لازمة

AbdElRaHmaN Ayyash said...

كلام جميل جدا
:)
أحييكي حقيقة
يشرفني ان اكون من متابعيك

AbdElRaHmaN Ayyash said...

اعتقد ان مشكلة العرب مش في صورتهم في السينما الامريكية
اعتقد ان مشكلتهم في صورتهم قدام انفسهم
.
سلام

Anonymous said...

بوست رائع و مدونة أكثر من رائعة

أشترك معك في كثير من الآراء و اسلوب المقارنة

و لنا عودة

حـنــّا السكران said...

أتفق مع الأخ عيـّاش بخصوص صورة العرب

و أتفق مع نوارة بخصوص مدونتك

تحياتي لك ..لديك اسلوب رائع

الطائر الحزين said...

هل الكل يخدم اللوبى


نعم ان تطور النظرة تختلف باختلاف الزمن والوقت

فحتى تحشد الجهود ويقنع الرأى العام الامريكى بأساليب جديدة بخطورة العرب


على فكرة هناك انتحار كثير جدا بين الجنود الامريكان فى العراق

لانهم لم يعرفوا الى الآن لماذا يحاربوا



خالص تحياتى


وشكرا لنوارة لتعرفينا بهذه المدونة


بارك الله فيك

Me, myself, and her said...

موضوعاتك في الصميم ، أحب ذلك

الزاوية التي طرحت منها الموضوع قوية جداً وواضحة رغم إدعاء الإعلام غير ذلك بين تجاهل و تغيير للوقائع

وأرى من خلال بعض مشاهداتي أن هناك خط سينمائي جديد محايد ، فهو لا يتحيز لنا أو ضدنا ، بل هو ينسج في أفلامه ما يراه أن حقيقة ولا شئ غير الحقيقة

أحب أن أتردد دائماً على مدونتك فلا تتأخر علينا

Me, myself, and her said...

في حملة فردية أقوم بالمساهمة على نشر وتوزيع فيلم "المُفتِنون" الذي يرد على الفيلم الهولندي "فتنة" ، بإرسال الرابط التالي لكل الداتا لدي من مواقع ومدونات وبريد

أرجو منكم – بعد المشاهدة - المساهمة معي في نشره من خلال قائمتكم أيضاً

شكرا لكم

Sorry for this sudden entrance in here but as said "necessity has its laws"

In a "singular" campaign I am making now to defend against the anti-islam Dutch short movie "Fitna", siting to every possible link and address

I wish that you be part of it by watching and forwarding the link below to all yours as possible, too

Thank you every one

http://dejavupress.blogspot.com/2008/03/blog-post_31.html

Zika said...

الفيلم جيد من كل النواحي ما عدا الفكره اللي انتي قولتيها طبعا .. الحقيقه مش فاكر تفاصيل الفيلم عاشن اقدر اعلق عليه
فيه فيلم كمان ل جيمي فوكس
اسمه
the kingdom
متهيالي انه اكثر عنصريه من فيلم
سيريانا
تحياتي

Nabil said...

هذا ما نتمنا ان نجده في المدونات
ولكن لا يجب ان نهتم بصورتنا امام الغرب اكثر من اهتمامنا بتغيير واقعنا فلننظر الي الامام وننطلق

Me, myself, and her said...

مرحباً..
أجمل الثورات هي ثورة النفس على غيابها و ظلمتها. و أعظم ما حصل في الثورات العربية أنها حصدت للشعوب العربية غياب الغياب و شروق الصحوة و موت الظلمة.
تتشرّف مدونة "ديجا فو" بالتعاون مع شبكة "ضاد" الإعلامية أن تطلق هذه الحملة بمناسبة شهر رمضان الكريم.
تابعوا ما ننشره بشكل يومي في رمضان، و يسعدنا مشاركتكم في الحملة بين الكثيرين ممن ننشر لهم جُمَلهُم الإيمانية .. كل عام و أنتم بألف خير.
للمزيد من التفاصيل:
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=205365699590840&set=a.181972185263525.37854.174021456058598&type=1&theater